قصة طيفي الاثيري ....حسن يارتي



طيفي الأثيري

حسن يارتي

حُفر ذاك اليوم في ذاكرتي حفرا: يوم اشتد بي المرض وأنا بين أهلي الذين هرولوا بي إلى المستشفى.
بدت رحلتي من البيت إلى المستشفى طويلة المدى لم أر خلالها أي من الطرق التي سلكتها سيارة الإسعاف. كان كل ما رأيته هو نواح أبي بعينيه المتقرحتين اللتين جعلتا أسوار الدنيا تتهدم أمام عيني.
لم أكن أعِ ما كان يحدث لي ومع ذلك فرحت بإمكانية رحيلي عن هذا العالم لألتقي في العالم الآخر بمن فقدتهم من أحبائي بعد الحادثة المأساوية التي وقعت مصيبتها على عائلتي السنة المنصرمة.

عند إلقائي على سرير في ركن من أركان قسم المستعجلات المعتمة، قرر الفريق الطبي مباشرة تخديري.

لم أدرك السبب؟ 
كنت أصغر من فك طلاسم الأطباء بنفس الصغر الذي كانه الأطباء الذين غابت عنهم حساسيتي اتجاه المواد المخدرة الذين كانوا يدسونها في أوردتي. ذلك، كانت أولى جرعات المخدر في شراييني تقذف بي في عوالم خيالية في نفق حالك تخيم عليه مخلوقات ظلامية تحيط بحسدي تماما وأنا أنزلق
أنزلق
أنزلق
أنزلق كمن يمتطى أفعوانا في مدينة الألعاب.

بدل الخوف، شملني إحساس بالسرور وتملكني إحساس بالتحرر...

تبدد الألم.

قلت لنفسي :

ـ "لا بد أنني مت".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة قارئة الفنجان بين الشعر والنغم للشاعر نزار قباني (1923-1998م)

كاتبات وكتاب من القصر الكبير _ سعاد الطود ، شاعرة متعددة المواهب

سرديات : ترنيمة الماضي