بقلم : الزهرة الحميمدي : ﻫﺮﻋﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ وأﻧﺎ ﺃﺑﻜﻲ ... ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ، ﺗﻬﻴﺊ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﻋﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺗﻲ لزيارتنا كل شهر ، وهي محملة بشتى أنواع الفواكه التي كانت تغرسهابيديها في ضيعتها الصغيرة ، وكان أبي منشغلا ﺑﻌﻮﺩﻩ ﻳﻠﻤﻌﻪ، ﻭﻳﺼﻠﺢ بعض ﺧﻴﻮﻃﻪ قائلا بصوت يكاد لا يسمع : - إنها حتما تلك القطة التي تعشق الموسيقى مثل أبيها ... بالتأكيد هي من تعبث بأوتار هذا العود المسكين ! ثم رفع صوته متعمدا قصدي، حين سمعني أدخل إلى البيت، أردد وأنا أبكي : - سوف أشكوها لأبي ، تلك الشريرة ! كنت عينه , أبي .. وكنت نبض قلبه ، وزهرته الغالية كما كان يناديني... فما ﺃﻥ ﺭﺁﻧﻲ ﺃﺑﻜﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺷﻜﻮ ﻟﻪ ﺍﺑﻨﺔ الجيران سارة , التي عيرتني ب "الجبلية" - بحذف اللام ، وتضغيم حرف الجيم ، حتى وضع العود بين وسادتين كي لا يقع على الأرض ، وضمني إلى صدره الحنون ﻗﺎﺋﻼ : - ﺃﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻳﺎ ﺯﻫﺮﺗﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ !! ﻟﻘﺪ ﻭﻟﺪﺕ مثل أبيك بالقصر الكبير، أجمل وأروع مدينة في الدنيا! ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻌﺪ الناس يوم مولدك...
تعليقات
إرسال تعليق