
في الحاجة إلى الموسيقى:
د. عبد السلام دخان
المصابون بحساسية يوتوبيا الحب. الميالون إلى الموسيقى الهادئة. المحبون لإيقاع الجيتار يشعرون بالسعادة وهم ينصتون لإيقاعات القلب على نحو يشبه كونشيرتو الفنانة الهندية الأصيلة لانا مانغيشكار lata mangeshkar التي رافقت كل نجوم بوليود لأكثر من ستة عقود في أكثر من ألف فيلم. وعلى نفس النهج نجد Nooran Sisters كتجربة موسيقية جديدة ترفض إيقاعات الصخب وتعلي من الموسيقى الهادئة. الأمر الذي يذكرنا بالفنان الاستثنائي في تاريخ الموسيقى الهندية رافي شانكار الذي قدم رصيدا فنيا زاخرا في مجال التأليف والتلحين تمثل في استعادة روح الموسيقى الهندية القديمة من خلال آلة السيتار، ومن خلال استلهام التراث الموسيقي الهندي الخصب خاصة منه الهندوسي، بوصفه منحدرا من عائلة مكونة من البراهمة، وهي أعلى طبقة في المجتمع التقليدي مجمع الهندوسية.
الكلمات الأصيلة تجد في اللحن المبدع والصوت الرفيع دعامة للتميز كما هو الحال مع قصيدة الراحل عبد الرحمان الأبنودي في فيلم "عرق البلح" للمخرج رضوان الكاشف. والأداء الممتع لشريهان، عبلة كامل، حمدي أحمد، محمد نجاتي، فائزة عمسيب، والراحل عبد الله محمود. ولأنها كذلك فهي خيال متجدد يبرز إبداعية الإنسان في شبابه المتجدد، وقدرته على تحويل الغربة إلى طاقة إبداعية كما هو الحال لدى صاحب سيدي الهواري، الشاب خالد. وحتى الموت لا يستطيع أن يبعدنا عن الموسيقى التي نحب. موسيقى الراي مع المرحوم الشاب حسني صاحب" طال غيابك ياغزالي". والشاب عقيل الذي ذهب ضحية حادثة سير في طريقه على مدينة طنجة ليترك لنا رائعته" مازال مازال". الموسيقى تمرد متجدد مع محبي الروك أندرول، والروك ميتال، وصوت الهامش مع أغاني هيب هوب، والراب. الموسيقى قصة تكتب بأنغام البوب Pop Music كما هو الحال لدى " أديل Adele". إنها صوت الكروان مع عبد الحلم حافظ ومن على شاكلته، وصوت العمق الإفريقي مع موسيقى كناوة. الموسيقى هي صوت الشعب مع "ناس الغيوان" و"المشاهب" و"جيل جيلالة". وهي الحاملة لعطر التراب مع المجموعة الأمازيغية الرائعة "إزنزارن". إنها صوت الأسلاف مع موسيقى الشعوب في أعالي الجبال. الموسيقى هي بوح الروح، في معراج شمس الشموس مولانا جلال الدين الرومي ومن في جبته، وهي الحصان الأبيض الذي يأخذنا مع ماجدة الرومي إلى عرس القلب..عرس الفرح، والقادم أجمل.
تعليقات
إرسال تعليق